صندوق الأمير سلطان- دعم رائدات الأعمال وتمكينهن في بيئة إيجابية

المؤلف: محمد العصيمي08.09.2025
صندوق الأمير سلطان- دعم رائدات الأعمال وتمكينهن في بيئة إيجابية

لقد شعرت بأسف جم لتأخري في زيارة صرح صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة في الدمام، حيث أن ما شاهدته خلال زيارتي الميمونة يوم الإثنين الماضي كان حقاً مبعثاً للبهجة والسرور، وغرس بداخلي شعوراً عميقاً بالاطمئنان تجاه بناتنا. فبرغم كل التحديات والعراقيل، هن يتجاوزن حدود إمكاناتهن، ويبتكرن أفكاراً ومشاريع مدهشة، تأخذك بمفاجأتها حين تشاهدها واقعاً ملموساً على أرضنا. لقد غمرتني مشاعر الغبطة والابتهاج وأنا مندهشٌ ومستمعٌ بإنصات بالغ لكلمات رئيس الصندوق التنفيذي الأستاذ القدير حسن الجاسر، واستعراض نائبة الرئيس الأستاذة القديرة هناء الزهير لمبادرات الصندوق القيَمة. هناك، وكما أوضحت لهما، توجد بيئات عمل وإنتاج رائعة تنبض بالحياة والإيجابية، يصعب تصديق وجودها، تماماً كما سمعت منهما أو كما شاهدت بأم عيني في (رواق بيادر) الذي أنشأه الصندوق في مقره الجديد بالمنطقة الصناعية الأولى في الدمام.

ولعل السبب وراء صعوبة تصديق وجود مثل هذه البيئات المفعمة بالنجاح والازدهار، يعود إلى أننا غالباً ما نعرض أنفسنا لبيئات يسودها التشاؤم والإحباط. ولا نتفاعل إلا مع محاولات تهميش وتثبيط المبادرات الرائدة والانطلاقات الطموحة، التي، ويا للأسف، لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام، مقارنة بالاهتمام الذي توليه لإثارات المتكسبين وتظلمات المحبطين والسلبيين. مئات الفتيات الطموحات والرائدات تلقين الدعم اللازم من الصندوق لمبادراتهن في مجال ريادة الأعمال التجارية، ليس فقط من خلال الدعم المالي المباشر بل أيضاً عن طريق بناء فكر تجاري سليم، وتأصيل ثقافة الجودة والتنافس والريادة الحقيقية التي تتجاوز مجرد الشعارات والعناوين البراقة في التصريحات الرسمية.

أثناء تجوالي بين أروقة (رواق بيادر) شعرت بالإعجاب الشديد بالثقة العالية التي تتحدث بها كل فتاة من فتيات الرواق وهي تستعرض فكرتها المبتكرة ومنتجها المتميز ودراستها المتعمقة والدعم المقدم من الصندوق الذي مكنها من تحقيق حلمها المنشود وطموحها الذي طالما سعت إليه. وكان من الواضح بجلاء أن هذه الأحلام والطموحات ما زالت في مراحلها الأولية، حيث تخطط كل واحدة منهن بحماس وعزيمة لتطوير أعمالها وتوسيع نطاق عملائها في السوق. وبسبب رغبتي الجامحة في المزيد من جرعات التفاؤل، فقد ألححت على سيدة ماهرة تصنع شوكولاتة فاخرة بالسؤال عن حجم إنتاجها وطرق تسويقها وما هي القيمة السوقية لمنتجها الفريد في الوقت الحالي، وغيرها من الأسئلة التي قادتني إلى الاستنتاج بأن مثل هؤلاء الفتيات، وغيرهن من الشباب والشابات في كافة أنحاء المملكة، يتطلعون إلى تبني رواد ورائدات الأعمال الكبار لإبداعاتهم ومنتجاتهم المتميزة، حيث أن الكثيرين منهم، على الرغم من جدارتهم وكفاءتهم، لا يستطيعون تحمل تكاليف استئجار مساحة ولو صغيرة تبلغ 100 متر في مركز تجاري مرموق أو سوق محترم لكي ينمو ويكبر مشروعهم وينافسوا بقوة أكبر. إن أي رجل أعمال أو تاجر لديه القدرة على تبني هذه المشاريع المبتكرة والناجحة والدخول فيها كشريك ممول وبالطريقة التي يتم الاتفاق عليها مع صاحب أو صاحبة الفكرة والمنتج الذي أثبت جودته وكفاءته في السوق. وبذلك تكتمل دائرة دعم الأعمال الشبابية الرائدة، حيث تتولى مؤسسات رائدة مثل صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة مهمة دعم الأفكار وتمويل عملية تنفيذها في البداية، ثم إذا تحققت النجاحات المنشودة، تجد من يقوم بنقلها إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة الدخول بقوة إلى السوق ومنافسة المنتجات المستوردة بمنتج محلي أصيل جدير بهذه المنافسة الشريفة. وهكذا، في اعتقادي، نساهم في تحقيق آمال أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة وتعظيم عوائدها بشكل ملموس على اقتصادنا الوطني المزدهر.

ختاماً، لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لقيادات الصندوق وموظفاته القديرات ولكل بنات رواق بيادر على ما غمروني به من سعادة غامرة وتفاؤل كبير بمستقبل شبابنا وبناتنا الواعد. سنظل بخير ما دمنا نحتفي بالإنجاز والإبداع والابتكار وما دمنا لا نلتفت إلى بؤر التشاؤم والإحباط والعقبات المثبطة للهمم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة